التفسير متعلِّق ببيان كلام الله تعالى، والعلم يَشرُف بشرف موضوعِه، لذلك كان هذا العلم من أجلِّ العلوم وأعظمها. ومن خصائص هذا الفنّ أنّه يحتاج إلى تضافر علومٍ متعدّدة حتى يستطيع طالبُه أن يُبحِرَ في عُبابه، كعلوم العربيَّة بنحوها وصَرْفها وبلاغتها وأساليبها. وكذلك قواعد تفسير النصوص وأصول التفسير وعلوم القرآن الكريم، وغيرها.
وسوف يتمُّ في هذه الدورة تناول تفسير الجلالين من بداية سورة مريم حتى الآية 11 سورة السجدة.
تمّ اختيارُ تفسير الجلالَين ليكون مادّة درس؛ وذلك لاختصاره ودقّته، وليمرّ الطالب على أكبر قدْرٍ ممكِنٍ من الآيات فهمًا وتفسيرًا وتذوُّقًا.
وقد تمَّ خلال تدريس هذا الكتاب الإشارةُ للقواعد التفسيريّة التي تدلُّ عليها الآيات أو كلام المفسِّرين؛ وذلك لتكون هذه النَّوْبَة من التفسير مرحلةَ تأسيسٍ في هذا العلم؛ لأنّ المقصِد الأسمى في هذا المستوى الأوَّل: التأسيس والتقعيد، ليكون المستوى الثاني قائمًا عليها، وبذلك يتخرّج الطالب بإذنه تعالى وقد حاز قسطًا وافرًا من التفسير وقواعده وأصوله، ليكون في قادم الأيَّام ممن ينشرون هذا العلم على وجهه الصحيح الدقيق، ويدفعون الشُّبَهَ التي ينشُرُها الحداثيّون والعلمانيّون وأضرابُهم تحت أسماءٍ جديدة خادعة -لكنَّها متهافتة ساقطة- كالتاريخيّة والنصِّ المفتوح والقراءة الجديدة والتجديد الدينيّ.